top of page

دورة المستوى الأول لتعليم مفاهيم علم التنجيم

مقدمة

سوف نتعلم او نتوسع في تعلم علم او فن يعتبر من اقدم واشهر العلوم في التاريخ حيث سار مع الانسان منذ بدأ وجوده على الارض وكان معه دائما كاداة لسعادته والاستزاده من الخير .

لا بد اولا وقبل دخولك في هذا العلم وتعلمه ان تفهم ما انت مقدم عليه وما الافكار التي ستنتج من مزج ما ستتعلمه بخليط المعلومات المكدسه التي تحتفظ بها منذ ولادتك فسوف تتفاعل هذه المعلومات لتبني لك قاعده جديده تنظر اليها للكون بكل مخلوقاته بل قد تتعدى هذه النظرة لتختلف نظرتك الى الخالق نفسه من حيث انه خالق هذه النجوم وهذا العلم الذي ستتعلمه .

يجب عليك اولا ان تستوعب مقدرة هذا العلم وما يعجز عنه وفهم طريقة عمله قبل ان تقدم على تعلم ادواته وتطبيق دراساته فبهذا وحده يمكن ان يستقيم علمك وتتمكن منه وتاكل ثماره التي ستزرع طويلا للوصول اليها .

ما هو هذه العلم  ولماذا ندرسه

تختلف الميول التي تدفع الانسان لدراسه هذا العلم فمنهم يرى فيه نور يستضاء به في ظلمات المجهول وبعضهم يراه طريق سليم للاستزادة من الخيرات واجتناب الاخطار وبعضهم يريد فهم حكمة الكون فقط وقد يكون الامر اقل مرتبه من هذا بسبب تتداخل هذ العلم مع كل علوم ما وراء الطبيعه فيريد البعض تعلمه للاستفاده منه في مجالات اخرى روحانيه او غيرها .

مهما كانت ميولك ودوافعك لفهم هذا العلم وتعلمه وتطبيقه  يجب ان تفهم نقاط اساسيه

1- خالق الكون هو الله سبحانه وهو الفاعل والمؤثر على جميع المخلوقات وباذنه تتفاعل عناصر الطبيعه .

2- طريقة الدورة  هي الدلالة أي ان اجرام السماء هي دلالة على الحوادث وليست مؤثره عليها .

3- لا حدود لهذا العلم في اطار المخلوقات ولكن يجب ان يكون حسب القواعد السليمة ولا يخالفها .

وفلسفة الفلك قائمة على ان هذا الكون وحده متكامله يدل بعضها على بعض ويمكن ان فهمنا لغه هذه الدلالة ان نرى ترابط اجزاء الكون بعضها مع بعض بدا من الانسان وانتهاء بالطبيعه , ولكن يجب التوضيح ان التنجيم في هذه الفترة مهتم بصورة اساسية على الارض وسكانها بسبب امكانيه التجربة والتطبيق لفهم طرقة وادواته الصحيحه لذا ارتبطت كل تقنياته بهذه الارض التي تشكل محور الكون بالنسبة للتنجيم لان المنجم ينظر من خلالها الى الكون اجمع .

الاسترولوجي هو دلالة الاجرام السماوية على الارض وسكانها

هذا هو التعريف الذي سنتبعه وسنطبقه بالامثلة الواقعيه لنرى مدى مصداقيته فالتنجيم علم في غايه المرونه ولكن يجب تقييد هذه المرونه بالاسس والمبادىء الاولية التي سنتعلمها كي نبقى في اطاره ولا نتحول لعلم اخر نسميه باسم احكام النجوم وهو بعيد جدا عنه وبالتالي يصبح تعريف علم التنجيم إعتمادً على القاعدة السابقة

تعريف علم الاسترولوجي  لغةً وإسقاطاً على الواقع المعاش

علم الاسترولوجي  أو علم النجوم له مرادفات أخرى منها : النجامة و التبريج و التفلك و أشهرها عند العرب الأحكام النجومية ,و يعرف عند الغربيين بإسم الأسترولوجيا ,

و هي كلمة مكونة من كلمتين : أسطرون و تعني النجم , و لوجس و تعني الخطاب , أي خطاب أو حديث النجوم . و الشخص الذي يمتهن هذا العلم يسمى منجما أو أحكاميا . و الأحكام النجومية هي صناعة الإخبار بالحوادث من النظر في الكواكب و الحوادث العلوية . و كان العلماء لا يفرقون بين علم الهيئة و الأحكام النجومية , فكان المتكلم في حركات النجوم و علاقاتها بعضها ببعض هو نفسه الذي ينبىء بالحوادث المقبلة من النظر لتلك الحركات , و لم يميز بين هذين العلمين إلا حوالي القرن 18 الميلادي .

و كان حكماء العرب يصنفون علم الهيئة أي علم الفلك في المرتبة الرابعة من العلوم العقلية و كان من فروعه الأزياج و الأحكام النجومية . أما الآن فعلم التنجيم علم مستقل بذاته و إن كان يعتمد على علم الفلك في حساب الهيئة الفلكية ..

ومهما تعمقنا في التاريخ فإننا نجد بقايا لعلم الأحكام النجومية ,فقد عمل به الرومان و الإغريق و قدماء المصريين في عهد الفراعنة , و من قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين و السومريين يحفظونه و كانت مهمتهم تقتضي مراقبة النجوم و إخبار الملوك بكل ظاهرة غير عادية . و كان التنبؤ بالكسوفات و الخسوفات كذلك ذا أهمية كبرى . و في تلك الفترة كان التنجيم يسخر للملوك و الكهان أساسا و استعمل بالخصوص لإدارة شؤون الحاضرة أو الدولة .

و خلدت لنا الحضارات القديمة التي شيدت الأنصاب الحجرية ستونهينج في سهل ساليبوري بإنجلترا كشاهد قوي على معرفتها بالتنجيم , و تعد ستونهينج نوعا من التقويمات تسجل فيها حركات فصول السنة . و في أمريكا الجنوبية و الوسطى بلغت شعوب الأزتيك و المايا درجة عالية من الدقة في حساب سير الكواكب و النجوم , و كانوا يعتبرونه عملا ضروريا لتحديد تواريخ الأعياد و المناسك الدينية , و رغم التخريب الذي ألحقه المعمرون الأوروبيون بهذه الحضارات, بقيت بعض الآثار من علومها مسجلة في الحجر المعروف ب أنصاب الزمن . و في الصين يبدأ التقويم الصيني القديم في سنة 2637 قبل الميلاد , و لم يكن يتم الجزم في أمر من أمور البلاط الإمبراطوري إلا بعد استشارة النجوم .

غير أن حضارات المايا و الأزتيك و الصينيين استعملوا أحكاما نجومية تختلف كثيرا في دلالاتها عن التنجيم الذي نعمل به و الذي ترعرع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .

و لعب العرب دورا كبيرا في ازدهار علم التنجيم فهم من أحيى التراث التنجيمي اليوناني و مزجوه بتراث الحضارات الأخرى التي كانت تحت سيادة إمبراطوريتهم خصوصا التنجيم الفارسي و الهندي , فظهر إلى الوجود الأحكام النجومية العربية , و ذاع صيت المنجمين العرب و ترجمت مصنفاتهم إلى اللغة اللاتينية و عمل بأحكامهم منجموا الغرب فترة طويلة , و أشهر الأحكاميين العرب أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المتوفى عام 886 م كأعظم علماء العرب في علم الأحكام النجومية و أشهر كتبه كتاب المدخل إلى علم أحكام النجوم , و كذا الفيلسوف الكندي و و بالمغرب الأقصى اشتهر ابن البناء و ابن قنفذ و بالأندلس لايزال ذكر مسلمة المجريطي كأحد كبار الحكماء و كتابه غاية الحكيم في السحر مقدس لدى الغربيين و يطبع ليومنا هذا بإسم بيكاتريكس .

و لم يتم التمييز بين علم التنجيم و علم الفلك إلا حديثا خلال الثورة العلمية في القرن 18 م في أوربا .

و علم التنجيم كما نعرفه نقل إلينا عن طريق اليونان الذين أخذوه عن المصريين القدماء و الكلدانيين , و أشهر كتاب في علم التنجيم هو التيترابيبلوس الذي اشتهر عند العرب بإسم المقالات الأربع , مؤلفه كلود بطليموس صاحب كتاب المجسطي الغني عن الذكر و كتاب الجغرافيا , و كان يعيش بالإسكندرية في القرن الثاني الميلادي

و أصبح كتاب المقالات الأربع لبطليموس مع العلم أنه ترجم عن العربية

و بعدما عرف علم التنجيم انتشارا كبيرا , في العصور الوسطى تعرض هذا العلم للكسف ابتداءا من القرن 17 و 18 م , فبعد إبعاده عن الجامعات , أصبح يصنف ضمن العلوم الروحانية و فنون العرافة , و ظل منتشرا في العالم الإسلامي إلى أن اندثر و انمحت آثاره مع قدوم الإمبريالية الأوروبية .

و جاء عصر النهضة التنجيمية في أوربا في نهاية القرن 19 م تحت زخم بول شوازنارد بفرنسا و فون كلوكلر بألمانيا , و منذ ذلك الوقت أصبح علم التنجيم يسترد ما انتزع من حقوقه , و رغم أنه لم يستعد بعد مكانته القديمة فإنه مستمر في تطوره .

و في الوقت الراهن يتوافق علم التنجيم القديم مع علم التنجيم العلمي العصري أو ما يسمى بالخطأ الغربي , فالأبحاث كثيرة و أصبحت تعتمد على الإحصائيات بكثرة من لدن مجددي هذا العلم , و النتائج تتطابق بشكل عام مع الأصول القديمة , و يبقى هناك مجال واسع يجب تغطيته لوضع هذا العلم في زمن العالم المعاصر , لكن في كثير من أرجاء العلم ينكب على ذلك عدد من الأحكاميين .

و لا يزال قسم كبير من تراثنا التنجيمي العربي الكبير يحتاج لمن يرفع النقاب عنه و يدرسه و يجدده , و ينفض عنه غبار المكتبات الخاصة و ينشره ليطلع عليه كل الناس .

اهتمام احكام النجوم باجرام السماء وعناصرها ودلالاتها على الارض وسكانها كما قلنا ويكون ذلك من خلال دراسه مواقعها عن طريق علم الفلك , لذا لا يوجد في احكام النجوم طرق تبتعد عن هذا المفهوم فلا استخراج لطالع من الاسم او من الرمل او التاروت او أي فن من فنون العرافة استخراج الطالع وبقية الهيئة الفلكية يكون عن طريق علم الفلك فقط والذي يستعان عليه بالرياضيات , ما سوف نتعلمه هو تطبيق فلسفة الكون على علم الفلك ولكن بشكل مقنن ومحسوب وحسب اصول وقواعد لا يمكن تجاوزها .

لا يوجد بعلم احكام النجوم ما يسمى بالكواكب الروحانية او الافلاك الروحانية او كل ما يمكن ان يخرج عن تعريف هذا العلم

( دراسه دلالة الاجرام العلوية على الارض وسكانها )

وكل شيء بلغكم أو وصل إليكم عن التنجيم فقارنوه مع هذا التعريف ان وافقه فهو تنجيم صحي وان خالفه فهو ينسب اليه .

الفردية هي الاساس في تحاليل هذا العلم فلا مشابهه بين اثنين اطلاقا وكل دلالة اظهرت الشبه بين اكثر من واحد فيجب توقع خطأها مباشره اذا لم تكن هناك شواهد اخرى تدل على هذا الاندماج , علامه فهمك للتنجيم تغير نظرتك للكون اجمع , بدأ من نفسك وانتهاء بالكون الواسع ولكن لا تتوقع أي نتائج صحيحه بتطبيق خاطىء فالتنجيم هو مزيج بين فلسفة كونية وعلم رياضي فلكي مادي لا يقبل الخطأ ولا يمكن فصل الطرفين اللذان يشكلانه في كل تطبيقاته فكل تقنيه سوف تمارسها انظر للفردية فيها وما يمكنه ان يجعل هذه الدلالة خاصه بالارض فقط او لمكان الولادة او للشخص او لحاله من حالاته ولا تعمم اطلاقا في أي حاله فالتعميم اساس الخطأ بالتنجيم .

الطريقة الصحيحه للتنجيم هي ما سنتعلمه فان اردت سرعه استيعابه انسى جميع ما عرفته عنه ان كان من محيطك او دراستك العشوائية وابدأ من جديد وكأنك تعرفه لاول مره , فهذا يجعلك تتعلم بسرعه قواعده الصحيحه من غير التضارب مع افكار مسبقه قد تعرقل تعلمك له .

لا حدود لاحكام النجوم اطلاقا ولا حدود لكل سؤال فلا تقيد نفسك بمفاهيم واحده بل ابحث عن جواب أي سؤال باحكام النجوم فستجد الجواب ان استخدمت الطرق الصحيحه .

  1. الأرض و المجموعة الشّمسية:

نعيش على سطح كوكب الأرض. و رغم أنّ هذا قد يبدو غريبا لأوّل وهلة، فإنّ كوكب الأرض كروي الشّكل فعلا ! و هناك عدّة براهين بسيطة على هذا، فمثلا عندما نلاحظ سفينة تبتعد في الأفق فإنّنا نرى أوّلا اختفاء الجزء السّفلي منها وبعد ذلك يختفي الجزء العلوي تدريجيا. فهذا دليل واضح على عدم استواء الأرض. كذلك فإنّ الأرض تدور حول نفسها، و هذا هو سبب اختلاف اللّيل و النّهار، و السّبب الّذي قد يجعلنا نظنّ أنّ الشّمس هي الّتي تدور حول الأرض ! إذ أنّه رغم الغرابة فإنّ الأرض هي الّتي تدور حول الشّمس و ليس العكس. و توجد عدّة دلائل على هذا رغم أنّها ليست ببساطة أدلّة كروية الأرض. إذ أنّ البشر عرفوا منذ القدم أنّ الأرض كروية الشّكل و لكنّهم ظنّوا لعدّة قرون أنّ الشّمس و الكواكب الأخرى كلّها تدور حول الأرض. سنكتفي في هذا الباب بقول أنّ فرضية دوران الشّمس حول الأرض توقعنا في تناقض و تجعل الحسابات الفلكية في غاية التّعقيد.

و الشّمس نجم لا يختلف في طبيعته عن باقي النّجوم الّتي ترى في اللّيل. و الفرق الوحيد هو البعد. إذ أنّ أقرب النّجوم إلينا بعد الشّمس يقع على مسافة تقارب 250000 مرّة البعد بيننا و بين الشّمس ! و لهذا فإنّه خلال النّهار يطغى نور الشّمس على نور باقي النّجوم، و لا يمكننا التّمتّع برؤيتها إلاّ بحلول اللّيل و هذا رغم أنّ الكثير من النّجوم أشدّ لمعانا من الشّمس.

و كوكبنا ينتمي إلى مجموعة كواكب أخرى تدور كلّها حول الشّمس. و هذه المجموعة، الّتي تدعى المجموعة الشّمسية، تضم تسعة كواكب بما فيها الأرض. و هي (من الأقرب إلى الأبعد بالنّسبة إلى الشّمس): عطارد، الزّهرة، الأرض، المرّيخ، المشتري، زحل، يورانوس، نبتون و بلوتو. و تملك بعض هذه الكواكب قمرا أو أكثر يدور حولها. فالأرض تملك قمرا واحدا بينما المرّيخ يملك قمرين. كما تحتوي المجموعة الشّمسية على عدّة أجرام أخرى كالكواكب السّيارة و المذنّبات ... و الكواكب تختلف عن النّجوم من خلال طبيعتها و من خلال حركتها الظّاهرية في السّماء

  1. درب التّبّانة، مجرّتنا:

كما قلنا سابقا، فإنّ الشّمس في طبيعتها كجميع النّجوم الأخرى. و تنتمي كلّ النّجوم الّتي نراها بالعين المجرّدة باللّيل، بما فيها الشّمس، إلى تجمّع نجمي عظيم ذي شكل حلزوني يسمّى مجرّة و الّذي يظمّ حوالي 100 مليار نجم. كما تحتوي المجرّة كذلك على أجرام أخرى غير النّجوم، كالسّدم مثلا. و الكون يحتوي على عدد لا يحصى من المجرّات  الّتي قد تشابه مجرّتنا أم لا. و تدعى مجرّتنا بـ"درب التّبّانة" لأنّ أذرعها الحلزونية تظهر من على سطح الأرض و كأنّها طريق لبنية ! و المجموعة الشّمسية لا تشغل مكانا مركزيا في المجرّة

.

الفرق بين الفلك والتنجيمالاسترولوجي

1- علم الفلك = Astronomy

2- الشخص الذي يعمل في مجال الفلك يسمى فلكي = ِAstronomer

3- علم التنجيم = Astrology

4- الشخص الذي يعمل في علم التنجيم يسمى منجم = astrologer

 

أولاً: ما هي فروع أو مجالات علم الفلك Astronomy

لقد تطور علم الفلك من قديم الأزل حيث كان الناس امكانياتهم محدودة ويستخدمون أعينهم فقط لمراقبة السماء فوجدوا أن النجوم على شكل مجموعات وكل مجموعة إذا تم توصيل خطوط وهمية بينها فإن الشكل المتكون يبدو كأنة حيوان أو إنسان وسموا هذه المجموعات بالبروج وكل برج له اسم حسب شكله (برج الأسد – برج القوس – برج العذراء - .........)

إلى أن استخدم الإنسان المناظير البسيطة ثم تقدمت الأجهزة ووسائل الأرصاد أصبحت عالية الدقة واتخذ علم الفلك مجالات أوسع فأوسع حتى أصبح يمكن تعريفة بعلم المادة في الكون من حيث توزيعها وحركتها ونشأتها ومستقبلها وغير ذلك.

من هنا نجد أن هذا العلم قد تشعب إلى فروع كثيرة تختلف في تخصصاتها.

فحركة الأجرام السماوية وتوزيعها كأجسام نقطية يمثلان إهتمام ما نعرفة بالفلك الكلاسيكي Classical Astronomy أو الفلك المواقعي Positional astronomy بشقية :

 

(1) الفلك الكروي : Spherical astronomy

وهو المجال الذي يدرس توزيع وحركة الأجسام على الكرة السماوية الظاهرية (سطح السماء الذي يراه الناس) بدون اعتبار لمسببات الحركة ثم

 

(2) الميكانيكا السماوية Celestial Mechanics

وهي المجال الذي يعالج نفس الشيء السابق (الفلك الكروي) ولكن في الفراغ ثلاثي الأبعاد ، آخذه المسببات (مثل قوى الجاذبية) في الإعتبار.

 

(3) الفلك الفيزيائي Astrophysics

وهو موضوع الفلك الحديث الذي يهتم بتركيب المادة الكونية ونشأتها ومستقبلها، ويتعامل مع المادة متجمعة سواء كانت في أجرام سماوية كالكواكب والنجوم أو في سحب كالسدم أو متناثرة كمادة سابحة بين النجوم، على أنها أجسام لها خصائصها الفيزيائية من حيث توزيع درجات الحرارة والضغط والكثافة وحالة المادة وغير ذلك. وتفرع هذا الفلك الفيزيائي إلى مجالات أكثر تخصصاً منها:

- باطن النجوم Stellar Interior

- أغلفة النجوم Stellar Atmosphere

- أغلفة الكواكب Planetary Atmosphere

-الأشعة الكونية Cosmic rays

-فيزياء الشمس Solar physics

 

ثانياً: ما هو علم التنجيم Astrology

هو مهنة يقوم فيها الشخص الذي يمتهن هذه المهنه بربط علم الفلك الكروي ( وهو العلم الذي يهتم بمواقع الأجسام السماوية دون اعتبار لمسببات الحركة)

ويقوم بربط مواقع الأجسام في السماء بخصائص الناس أو حدوث ظواهر معينة من اغتيالات أو حروب من قبل زعماء ديكتاتوريين إلى آخرة من العلاقات المتنوعة والمختلفة.

ويقوم باستخدام برامج الكمبيوتر الخاصة بالفلك الكروي وإذا أعطيت هذا المنجم أي تاريخ فإنه يدخله في برنامج الفلك الكروي الذي بالتالي يظهر خريطة السماء المطابقة لهذا التاريخ سواء في الماضي أو تاريخ في المستقبل ويقوم بعمل ربط بين شكل السماء والظواهر المختلفة كما ذكرت أعلاه

الكواكب و النّجوم.

الفرق بين الكواكب و النّجوم:

عند تأمّل السّماء في ليلة صافية نلاحظ بضعة آلاف من النّقط المتألّقة الّتي تدعى عادة النّجوم. و في الحقيقة، فإنّ ضمن هذه الآلاف من النّجوم، فإنّه يمكن، بالبعض من المثابرة و الملاحظة الدّائمتين، اكتشاف أنّ بضعة من "النّجوم" لا تتبع سلوك باقي النّجوم. وفي الحقيقة، هذه "النّجوم الغريبة" ليست إلاّ أقرب كواكب المجموعة الشّمسية إلينا !

و حيث أنّ معظم النّجوم تكوّن أشكالا ثابتة تقريبا (سنرى في الفصول القادمة المدى المتوسّط الّذي تتغيّر خلاله هذه الأشكال أو الكوكبات: حوالي قرن لملاحظة تغيّر هامّ بالعين المجرّدة، رغم أنّه من الممكن ملاحظة تغيّرات طفيفة خلال بضع سنوات باستعمال وسائل دقيقة)، فإنّ مواضع الكواكب تتغيّر بصفة ملموسة بالنّسبة للأشكال النّجومية المحيطة بها خلال أياّم فقط. و هذا ما جعل الأقدمين يفرّقون بين الكواكب و النّجوم منذ ذلك الوقت، وهذا رغم عدم علمهم بأنّه يوجد كذلك عامل طبيعي يفرّق بين الكواكب و النّجوم !

 فالنّجوم عبارة عن كرات ذات حجم و كتلة هائلين مكوّنة من غاز (غاز الهيدروجين بنسبة أساسية) و منتجة لطاقة عظيمة عن طريق تفاعلات الاندماج النّووي (تكوين الهيليوم بواسطة اندماج الهيدروجين، ثمّ تكوين الفحم، الأكسجين، الحديد...) تسرب هذه الطاقة بعد ذلك في الوسط المحيط بها. و نور النّجوم الّذي يرى في اللّيل ما هو إلاّ الجزء الضّوئي لهذه الطّاقة المنتجة في قلب النّجوم، لأنّ النّجوم تشعّ هذه الطّاقة بعدة أشكال: فوتونات، جسيمات... و تولّد حرارة تبلغ ملايين الدّرجات المئوية في الطّبقات الدّاخلية.

بينما الكواكب عبارة عن أجسام صلبة (كالأرض مثلا) أو غازية (كالمشتري مثلا) باردة لا تنتج طاقة تلقائيا عن طريق التّفاعلات النّووية، و لهذا فهي تدعى كذلك أحيانا بالأجسام الباردة. و الضّوء الّذي يصلنا من كواكب المجموعة الشّمسية ما هو إلاّ نتاج انعكاس ضوء الشّمس عن سطحها ! فالكواكب ليست لها الكتلة الّتي تستطيع خلق الضّغط و الحرارة الكافيين لتوليد تفاعلات الاندماج النّووي.

و ملخّص القول هو أنّ الكواكب و النّجوم تختلف في بنيتها الأساسية نتيجة اختلاف في الكتلة (كتلة الشّمس تساوي حوالي 1000 مرّة كتلة المشتري و حوالي مليون مرّة كتلة الأرض !) و بالتّالي فالنّجوم تنتج طاقة عن طريق التّفاعلات النّووية بينما الكواكب عبارة عن أجسام جامدة. كما أنّه يوجد اختلاف بين الكواكب و النّجوم من الجانب الرّصدي، إذ يمكن ملاحظة تغيّر محسوس في وضعية الكواكب بالنّسبة للنّجوم خلال أيّام فقط

bottom of page